جذب الفن المفاهيمي عدد كبير من الفنانين في العصر الحديث، لاعتماده على المضامين الفكرية والفلسفية والمفهوم، اكثر من التكوين والبناء والمنطق، حيث التعبير عن الفكرة والفراغ باساليب التشكيل والتقنيات والخامات، كمادة اساسية للتعبير عن الموضوع، فالفن المفاهيمي قوامه المبدأ ومضمونه الفكرة، كهدف أساسي في التعبير الفني، وبالتالي تختلف أسسه التشكيلية والتعبيرية، عن غيره من الفنون، كذلك الملصق المفاهيمي والذي تأثر بهدا النهج بشكل واضح في دمج الفن بالحياة بشكل مباشر واستخدام مضامين جديدة في معالجة الواقع المرئي، بالتجريد والتحوير والحذف والاضافة وعمليات التشكيل المختلفة.
ومما سبق، يهدف البحث الحالي إلى استخلاص جماليات الملصق المفاهيمي في مختارات من أعمال بعض الفنانين المعاصرين، كأحد فنون ما بعد الحداثة وإلى أي مدى يمكن الاستفادة من هذه القيم لإثراء الفكر التصميمي المعاصر، حيث أن الفن المفاهيمي فن للفن فقط ويختلف كلياً عن السياقات الفنية التقليدية وله منطلقاته الفكرية الخاصة، لتصبح الفكرة هي محور واساس والهدف الحقيقي للفن، ويقوم الفنان بترجمة فكرته باستخدام أي وسيط يراه مناسباً للتعبير، مما قد يؤدى إلى إيجاد مدخل جديد لتدريس التصميم وتنمية التفكير الإبداعي لدى المصممين.