الملخص:
يهدف البحث الحالي الى التحول نحو الاقتصاد الابداعي لتحقيق التنمية الاقتصادية الحديثة من خلال تفعيل دور الفنون البصرية كأحد مكوناته الأساسية، فلم تعد الاقتصادات التقليدية قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة وأصبح من الضروري البحث عن قطاعات جديدة، تساهم بشكل كبير كنواة لاقتصاد حديث بمدخلات معاصرة قوامها المعرفة والابتكار وريادة الاعمال، للوصول لمرحلة ما بعد الصناعة او اقتصاد المستقبل او ما يسمى بـ (الاقتصاد البرتقالي) والذي يُعرف بأنه مجموعة الأنشطة الاقتصادية في الصناعات الثقافية والإبداعية، حيث يكون الهدف الرئيسي هو إنتاج أو توزيع أو تسويق السلع والخدمات وأنشطة المحتوى المستمد من أصول ثقافية أو فنية أو تراثية.
ومن أبرز سمات هذا النوع من الاقتصاد أن منتجاته وخدماته تعتمد بشكل أساسي على المواهب والإبداع كمدخل رئيسي، ولذلك فمن الممكن تسمية هذا النوع من الاقتصاد بـ (الاقتصاد الثقافي) ويُعنى هذا الاقتصاد بعدد من المجالات، مثل الفن والحرف اليدوية والتراث الثقافي والأفلام والأزياء والموسيقى والتصوير والسياحة الثقافية ويمكن توصيفه بأنه الاقتصاد الذي يهتم بتحويل الأفكار إلى سلع وخدمات ثقافية، ومكوناته بذلك تُشكّل هجينا بين الإبداع والثقافة والاقتصاد والتقنية، وقد لاقى مؤخرا دعما من عدد من المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة واليونيسكو وغيرهما، لما فيه من اهتمام بالموروث الثقافي والتنمية الاجتماعية دون الإخلال بالمردود الاقتصادي الذي يضفي عليه صفة الاستدامة، كما توجهت له العديد من الدول الغربية باعتباره الاقتصاد القادم، ولما كانت معظم الدول العربية تتميز بثقافة وهوية وطنية وعدد كبير ومتنوع من الفنون التقليدية التراثية، وفنانون ومبدعون في مجالات مختلفة، ما يميزها بمحتوى متنوع للمشهد الثقافي ويؤهلها كبيئة مناسبة للتحول الى الاقتصاد الابداعي كمصدر دخل داعم للاقتصاد القومي، والتنميةالمستدامة .