اِهتم بعض النحاتين المعاصرين بالخيّال غير المنطقيّ والقائم علي الدمج بين الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان مع عناصر من ممالك الكائنات الحيّة في تكوينات نحتية مثيرة للدهشة لغرابتها وغموضها، وذلك من أجل غايات تشكيلية وتعبيرية تتضمن أفكارهم الجريئة التي تخطت العقل البشري بتخيلاتها المُسرفة صعبة التحقق، ولقد مهد بذلك الطريق نحو إيجادهم لقيم تشكيلية بأبعاد تعبيرية ترتبط بمفاهيم خيالية، آلت بدورها نحو تعزيز الفرص اللانهائية أمام التجريب في فن النحت، وبهذا يمكن للمتعلمين والممارسين لمجال فن النحت بالتربية الفنية الإنماء، والتطور من خلال عرض نماذج فنية مرتبطة برؤى وفكر وأساليب النحاتين المعاصرين، وهو ما يحفز عقُول المتعلمين للفن نحو الاِنفتاح، كما ويعد ذلك وسيلة هامة تدعم اِنطلاقاتهم واِكتشافاتهم لذاتهم، وهو ما يؤول بدوره نحو إثراء رؤيتهم الفنية بمزيد من الأفكار التي لا حدود لها، والقائمة في مضمونها علي ممارسة التجريب بحرية تامة في ضوء الدمج بين الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان والكائِنات الحيّة من ضمن فصائل الفقاريّات واللافقاريّات وعناصر من المملكة النباتية بالمعالجات المتنوعة والمقدمة في أعمال النحاتين المعاصرين، والتي تتلاقي بسماتها وبمعالجتها وبخصائصها مع أهداف التربية الفنية، وهو ما يعني أن دارسي وممارسي فن النحت، يمكنهم التعبير عن مضامين فكرية نابعة من ذاتهم بشكل جيد من خلال إثرائهم فكرياً، ومعرفياً، ومهارياً بشكل فاعل، ويُعد ذلك بدوره مدخل جديد يعين المتعلمين والممارسين على تحقيق ذاتهم فنياً، بجانب تعزيز ممارساتهم الفنية المبتكرة التي تثرى بعمليات التجريب، وبالاِستفادة من الوسائط التشكيلية غير التقليدية بإمكاناتها غير المحدودة، وذلك ما يتيح فرصاً جديدة للتعبير النحتى الخيالي الذي يخدم الأهداف التربوية الفنية، بجانب ما له من مديّ واسع في إثراء التربية الفنية.