بشكل واع حيناً وغير واع حيناً آخر تداخلت نظريات علم الجمال وتوجهاتها مع التوجهات التربوية منذ عصر التنوير (القرن الثامن عشر) الى العصر الراهن. إلا أن بعض الفلسفات الجمالية التي اتسمت بمسايرتها للواقع الراهن للبشرية في وقت ظهورها احتوت على اتجاهات برجماتية صرفه تتنافى احياناً مع المثل التربوية عموماً والاخلاقية التربوية بوجه الخصوص. ولذلك أصبح التوازن بين فلسفات الجمال ونظرياتها وبين النظريات التربوية أمراً متذبذب خلال المرحلة التاريخية التي استهدفتها هذه الدراسة. إلا أن التحدي الحقيقي الذي رافق هذه الدراسة يكمن في كون فلسفات الجمال ونظرياتها كان أكثر تأطيرا على مدى التاريخ من النظريات التربوية الأخلاقية التي كانت على مدى التاريخ جزء من نظريات الأخلاق عموماً. لذلك كان لزاماً أن نفتش عن المثل والتوجهات التربوية داخل نظريات الجمال وليس العكس. تأتي هذه الدراسة لتستقصي تقاطعات نظريات علم الجمال مع نظريات التربية الأخلاقية، وعليه فإنها تهدف الى قياس وعي الفلسفات الجمالية الحديثة بالأبعاد التربوية خلال ذات المرحلة التاريخية التي استهدفتها الدراسة.