يتوقف البحث عند مسرحنا العربى المعاصر؛ ليناقش موضوع الرؤى الإخراجية التجريبية فى عروض مسرحيات الفصل الواحد؛ فيوضح – فى البداية – مدى جهود كل من المؤلف العربى والمخرج المسرحى العربى فى ظهور هذا التيار المسرحى، ثم العمل على انتشاره ورواجه بشكل ملحوظ منذ النصف الثانى من القرن العشرين.
يتناول الباحث – بعد ذلك – ثلاثة من العروض المسرحية العربية ذات الفصل الواحد التى قُدمت فى الآونة الأخيرة على خشبات المسرح العربى، كالعرض السعودى (رقصة الموت) من إخراج مالك القلاف، والعرض الأردنى (ليلة الإنحوتة) من إخراج إياد الريمونى، والعرض الليبى (عجاف + 200) من إخراج وسيم بورويص، بوصفها نماذج تطبيقية تعكس مدى تنوع مجالات التجريب المسرحى، عبر التوظيف الإخراجى لعناصرها الفنية بأسلوب تجريبى غير تقليدى، يخالف كل ماهو سائد ومألوف فى حقل مسرحنا العربى.
وقد أسفرت نتائج البحث عن أن انتشار مسرحيات الفصل الواحد المعاصرة فى أقطار الوطن العربى المختلفة فتحت آفاقاً واسعة أمام المخرج المسرحى العربى للقيام بفعل التجريب عند إخراجها. وقد تنوعت مجالات التجريب المسرحى؛ فعلى سبيل المثال قد يتوسل المخرج بالتجريب عبر استخدام إمكانات المسرح الشامل، وقد يميل للتجريب باستخدام تقنيات التمثيل داخل تمثيل، أو يتوجه للتجريب فى علاقة الممثل بالفراغ المسرحى الخالى، وإعادة صياغة هذا الفراغ وتشكيله عبر ديناميكية أجساد الممثلين المتحولة دوماً عبر الأحداث، متمرداً بذلك على شكل العرض المسرحى التقليدى؛ ومن ثم تساعد مسرحيات الفصل الواحد على تطوير مسرحنا العربى وتحديثه.