الملخص:
يقصد بالتنسيق الحضاري "مجموع العمليات التي تهدف الى تحقيق القيم الجمالية، من خلال تحسين الصور البصرية والحفاظ على الطابع العمراني وتنظيم الفراغات البينية ورفض الاجتهادات الفردية التي قد ينتج عنها تلوث بصري سواء في القرى او المدن، والتأكيد على اتباع المناهج العلمية والفنية من خلال متخصصين فعملية إعادة صياغة الرؤية البصرية لتحقيق التكافؤية بين الفكر المرجعي السابق والتوجه المجتمعي الحالي، يعمل على تحقيق مستوى متميز من الادراك الواعي، الذي يسهم بشكل كبير في تنمية الوعي البيئي والثقافة البصرية، التي تشكل سلوكيات الافراد وتوجهاتهم الإيجابية نحو البيئة المحيطة، وكذلك فهم النظام البيئي وكيفية التفاعل معه، حيث يعتمد الوعي البيئي على ثلاث ركائز أساسية هي السلوك البيئي، المعرفة البيئية والقيم والاتجاهات البيئية التي تبعث الشعور بالمسؤولية وتكوين الاتجاهات السليمة والابتعاد عن أنماط السلوك السلبية تجاه البيئة، ويجب ان يصاغ الفكر الجمالي للتنسيق الحضاري بما يتماشى وتأكيد الهوية، بتفعيل التكامل بين الرؤى الجمالية لعملية التنسيق ومفاهيم الثقافة، الحضارة والتراث، لتحقيق الابداع الشامل القائم على التناغم بين المعاصر والقديم، في إطار تصميمي متكامل يضمن تنمية الإحساس بالهوية والشعور بها وكذلك الانتماء الاجتماعي.
من هنا ظهرت مشكلة البحث والتي تتمثل في السؤال التالي:
- ما هو دور التنسيق الحضاري في تنمية الوعي البيئي والحفاظ على الهوية؟