ساهم العصر الرقمي - الذي نعيشه الآن - في حدوث تمازج ثقافي غير مسبوق، نتيجة التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما ساهم في إثراء معرفتنا بالثقافات المختلفة، و بناء جسور التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب، غير أنه في الوقت ذاته أدى - التمازج الثقافي- إلى عواقب، وتداعيات جمة تُنذر بفقدان الهوية الثقافية، نتيجة ما يصدره إلينا من قيمًا وعاداتٍ جديدةً تتعارض مع قيمنا وعاداتنا الأصيلة؛  لاقت قبولا لدى عديد من الأفراد ولا سيما الشباب، مما أدىّ إلى بُعدهم عن جذورهم الأصلية، وتآكل هويتهم الثقافية، وولد لديهم إحساسا بالاغتراب الثقافي،  ينذر بعواقب، وتداعيات وخيمة على  تماسك المجتمع وثوابته، إذا لم يتم التصدي له، والحد منه مستقبلًا. ومن ثم هدفت الدراسة الحالية إلى طرح مجموعة من السبل لمواجهة ظاهرة الاغتراب الثقافي في العصر الرقمي، وما تفرضه من عواقب وتداعيات تهدد الهوية الثقافية لأي مجتمع. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي؛ وذلك من خلال مراجعة وتحليل الأدبيات التربويَّة؛ لتأصيل إطار نظري مفهومي للاغتراب الثقافي، وتُعرَّف جذوره الفلسفية، وأبرز محدداته، وتُعرَّف ماهية العصر الرقمي، وأبرز خصائصه، وما نتج عنه من مظاهر للاغتراب الثقافي، وفي ضوء ذلك انتهت الدراسة بتقديم مجموعة من السبل لمواجهة هذه الظاهرة.