هدف البحث إلى التعرُّف على الأُسُس الفكرية لتعليم الفرصة الثانية للكبار في الأدبيات التربوية المعاصرة، وتحليل الوضع الراهن لتعليم الفرصة الثانية للكبار في مصر وأستراليا والسويد؛ في ضوء السياق الثقافي لكلٍّ منها، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بينها، وتفسيرها في ضوء مفاهيم العلوم الاجتماعية ذات الصلة، والتوصل إلى إجراءات مقترحة لتطوير تعليم الفرصة الثانية للكبار بمصر في ضوء خبرتي أستراليا والسويد، وبما يتناسب مع الأوضاع الثقافية للمجتمع المصري، وتم استخدام المنهج المقارن. وتوصلت نتائج البحث إلى أن تعليم الفرصة الثانية للكبار يستهدف عددًا كبيرًا من الدارسين الذين يسعون للحصول على التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة، ويقوم تعليم الفرصة الثانية للكبار على الفردية والمرونة في تلبية احتياجات الدارسين. وأن هناك ثمة تحديات ومشكلات تواجه تعليم الفرصة الثانية للكبار بمصر؛ من حيث قصور التشريعات والقوانين واللوائح المنظِّمة لعمل هذا التعليم، وارتجالية التخطيط، وعدم وجود خطة إستراتيجية خاصة بهذا التعليم، وافتقارها إلى القيادات الخبيرة لإدارة منظومتها على نحو كفء، وقصور التمويل الحكومي في دعم هذا التعليم بالإمكانيات والمتطلبات اللازمة لتطويره باستمراريةٍ. وأن هناك دافعًا قويًّا لكلٍّ من أستراليا، والسويد في اهتمامهما بتعليم الفرصة الثانية للكبار، وهو تلبية الاحتياجات التعليمية للطلاب الذين لم يستطيعوا استكمال تعليمهم والنجاح في التعليم التقليدي، ومساعدة الطلاب المعرضين لخطر التسرب والفشل الدراسي، والذين هم معرضون للإيذاء الجسدي والعاطفي والاجتماعي، ولقد استطاعت تطبيق عدة نماذج لتعليم الفرصة الثانية، وتشمل النماذج عدة أشكال من المدارس والبرامج؛ حتى تستطيع تلبية الاحتياجات الفردية للطلاب. واقترح البحث مجموعةً من الإجراءات لتطوير هذا التعليم، وذلك وفقًا لعدة أبعاد تمثَّلت في: فلسفة تعليم الفرصة الثانية للكبار، وأهدافه، وأنواع برامجه، وحوكمة مؤسساته، وتمويله.