تعتبر واحة سيوة إحدى الواحات المصرية الواقعة في صحراء مصر الغربية، والتي كانت تابعة إداريًا إلى مديرية البحيرة منذ قيام محمد على بإعادتها إلى السيادة المصرية عام 1820م، ورغم كونها أرض مصرية إلا أن من يزورها لأول مرة يشعر أنه لم يعد في أي بقعة من أرض مصر، فهي تختلف اختلافًا كبيرًا عن ما عرفناه وشاهدناه في وادي النيل وكذلك في صعيد مصر، خاصة من حيث لغة أهلها والعلاقة بينهم، وطرازهم الملبسي، فضلًا عن بعض عاداتهم وتقاليدهم، يرجع ذلك لبعدها في أقصى غرب مصر هذا البعد الذي منحها عزلة نسبية عن جيرانها؛ لذا سعى الباحث من خلال تلك الورقة البحثية الوقوف على كل ما يتعلق بأصل سكان سيوة ولغتهم وعددهم، وكذلك التعرف على العلاقة بين السكان وبعضهم البعض، وبينهم وبين من يزور الواحة سواء من العرب أو من الأجانب، إلى جانب التعرف على الهيكل السكاني لتلك الجماعة القبلية.
                حيث يتناول هذا البحث الجوانب المرتبطة بسكان واحة سيوة خلال عصر الأسرة العلوية(1805 - 1952) وتشمل: أصل السكان وأشهر عوائلهم وأصل اللهجة الأمازيغية-التي شاعت بينهم-  والتي إنفرد بها سكان واحة سيوة دون باقي أقاليم مصر، تلك اللهجة التي تتشابه مع لغة بربر شمال أفريقيا، إلى جانب تعداد سكان الواحة وفق التعدادات الرسمية التي قامت بها الحكومة المصرية خلال فترة الدراسة، يليها تحليل نتائج تلك التعدادات للتعرف على الأسباب التي أدت إلى اختلال أعداد السكان في بعض الفترات، ولا يمكن أن نغفل العلاقات بين السكان وبعضهم البعض، لكونها من الأمور الهامة التي أثرت بصورة واضحة في الكثير من الأحداث التي جرت على أرض الواحة، ثم تناول الفصل الهيكل السكاني في الواحة والذي يتشابه في شكله الخارجي مع هيكل أي مجتمع قبلي، إلا أنه في داخله له طابعه الخاص المميز.