مفهوم الابداع والابتكار في الأخلاق يمثل عنصر ضرورى في التطور الأخلاقى، ويساعد الانسان على تحققه الأخلاقي. نلاحظ أن ترقى الحياة الخلقية للفرد قد انتقل به من مستوى الطبيعة إلى مستوى العقل ، ومن مجال الاتباع والتقليد والمسايرة ، إلى مجال الابداع والتجديد والمبادأة . ويمكن القول أن للأخلاق وظيفة مزدوجة : وظيفة تقليدية محافظة هي في صميمها عبارة عن نقل للتراث الحضارى (أو القيم الروحية) من جيل إلى آخر، ووظيفة نقدية  مجددة هي في جوهرها بمثابة تجاوز للماضى وعلو على المعايير القديمة البالية. ولاشك أنه إذا كان كل من الفرد والمجتمع هو في حاجة إلى الاستقرار والتوازن، فإن كلا منهما أيضاً هو حاجة إلى التجديد والابتكار والأصالة. وتبعاً لذلك فأن مهمة الأخلاق لاتقف عند حد نشر المعايير الجماعية والقيم التقليدية، بل هي لابد من أن تمتد أيضا تنمية روح النقد والابداع والابتكار في نفوس الأفراد والجماعات.وإذا كان الإبداع عنصر مهم جدا في الأخلاق وتكوين الإنسان الأخلاقي فما المساحة التي يشغلها هذا العنصر في حياة الفرد الأخلاقية؟، وسوف تحاول هذه الدراسة تقديم إجابة على هذا التساؤل من خلال مناقشة الأفكار الآتية:- 1- معنى الخير عند "ريد" وتضمنه لعنصر الابداع. 2- ارتباط مفهوم الحرية بمفهوم المسئولية . 3- أخلاقيات المهنة والحاجة إلى الابداع . 4- المسئولية والابداع في الأخلاق . دور الابداع في عملية اتخاذ القرار الأخلاقى . وتوصلنا إلى أن معنى الخير يرتبط إلى حد كبير بمعنى الابداع والابتكار، وأن الابداع والابتكار فى الأخلاق يتجلى فى مجلات الأخلاق المختلفة، بحيث يكون الابتكار والابداع فى السلوكيات التى تطبق المبادئ الأخلاقية. و ارتباط مفهوم الحرية بالمسئولية أمر ضرورى فى فلسفة الأخلاق، فالفرد بتحمل مسئولية الأفعال التى كان لديه الحرية الكاملة فى القيام بها.من الممكن أن تكون حرية الفرد فى ابتكار حلول للاشكاليات الأخلاقية التى تواجه ، تمثل فى حد ذاتها اشكالية فى فلسفة الأخلاق.