تمثل الصورة الذهنية السائدة عن الموهبة والموهوبين بين أفراد المجتمع؛ موضع اهتمام الدراسة الحالية، والتي قصد اشتمالها على ما يكشف عن حدود المعرفة العلمية، لدى جمهور الدراسة بالموهبة، وبخصال الموهوبين؛ وعن اتجاهاتهم نحوهم، وآرائهم تجاه مجموعة القضايا ذات الارتباط بعملية اكتشافهم، وصور الرعاية الواجبة لهم. بوصف كل ذلك مؤشرات كاشفة عن مدى شيوع ثقافة الموهبة والموهوبين في المجتمع بصورة ما، وتمثل خلفية مهمة وكاشفة لحدود الجدوى التطبيقية الممكنة: علميًّا، وتربويًّا، ومجتمعيًّا أيضًا؛ سواء بالنسبة للباحثين في مجال الموهبة، أو بالنسبة للمعنيين باكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين؛ كما تشكِّل عنصرًا مؤثرًا في كفاءة التعامل مع مفاهيم وقضايا هذا المجال، وفي اتجاهات المجتمع، أفرادًا ومؤسسات، نحو هذه الفئة من أبنائه؛ وحدود الاعتراف بمواهبهم وقدراتهم، والاهتمام باكتشافهم، ومن ثم توفير الرعاية الواجبة لهم؛ مما يحقق نماء مواهبهم وتطورها خلال مراحل النمو المتعاقبة من حياتهم، وفي المراحل الأولى من العمر بصورة خاصة.