هذا البحث يتناول أهمية الخيل عند العرب في الجاهلية وكونها ركنًا رئيسًا في حروبهم وغزواتهم، ومرورًا بالعصور التي تليها، وربما لا نجد أمة اهتمت واعتنت بالخيل مثل اهتمام العرب بخيولهم؛ فقد فخرت القبائل العربية بخيولها وفرسانها؛ لأن كثرة الخيول والفرسان في القبيلة دلالة على قوتها وعظمتها. فالفارس العربي كان يُقدِّس فرسه ويجعله بمثابة الرفيق والمأوى وكذلك المال والسلاح الحامي، و مكانة الخيل لم تقتصر على العرب فقط، بل للخيل مكانة مرموقة عند كل الشعوب والأمم، لذلك نجد أنّ نظرة شعوب الحضارات القديمة إلى الخيل نظرة تقديس وإكبار وإجلال، لأن كثيرًا منهم كان يعتقد أن الخيل مجلب للخير، ودفع للشر، وعليه تعددت صفاتها وأسماؤها ومظاهرها، وهذه المكانة التي حظيت بها الخيل بين الشعوب والثقافات كانت نتيجة للدور الذي تقوم به في حياتهم، مما دفع العرب للاهتمام بأنسابها والافتخار بها، فانعكس ذلك على الشاعر من خلال صوره وأخيلته التي سنتوقف عندها عبر هذه المباحث:المبحث الأوَّل: الخيل، المبحث الثاني: الخيل عند العرب، المبحث الثالث: أنماط التصوير للخيل.