الصمود النفسي هو قدرة الفرد على التعامل مع المشكلات، والتغلب على الصعوبات، ومقاومة الضغوط، ويعني ذلك التكيف مع الخبرات الصعبة، باستخدام سمات المرونة العقلية والوجدانية والسلوكية. واستهدفت هذه الدراسة – بوجه عام- بحث الصمود النفسي لدى ثلاث عينات عربية، تعاني من الظروف غير المواتية للحياة، وهي: نازحون سوريون في لبنان، ولاجئون فلسطينيون في لبنان، ومواطنون لبنانيون. كما هدفت هذه الدراسة إلى بحث العلاقة بين الصمود النفسي وعوامل الشخصية الخمسة الكبرى. واشتملت عينة الدراسة على (375) فردًا من الجنسيات الثلاث من الجنسين، أجابوا عن مقياس الصمود النفسي من تأليف "كونور، وديفدسون"، فضلاً عن القائمة العربية للعوامل الخمسة الكبرى للشخصية. وحصل الفلسطينيون على أعلى متوسط للصمود النفسي، وكان الفلسطينيون أعلى صمودًا من السوريين، وكان متوسط  الصمود النفسي لدى السوريات أعلى من السوريين الذكور. وفيما يخص عوامل الشخصية، فلم تسفر الفروق عن دلالة إحصائية بين العينات في عامل الانبساط، في حين كانت العينة السورية أكثر عصابية من العينة اللبنانية، وأما متوسط عوامل القبول، والتفتح للخبرة، والإتقان، فكان مرتفعًا لدى عينات النساء الثلاث مجتمعة مقارنة بالرجال. وأسفرت معاملات الارتباط، عن علاقة دالة إحصائيًا لدى عينات الدراسة الست بين الصمود النفسي وكل من العوامل الآتية: الانبساط (خمس عينات)، والعصابية (أربع عينات – ارتباط سالب)، والتفتح للخبرة (كل العينات)، والقبول (أربع عينات)، والإتقان (كل العينات). وأسفر تحليل المكونات الأساسية عن استخراج عامل واحد في العينات الثلاث، جمع بين العوامل السوية للشخصية والصمود (العينة الفلسطينية)، والصمود والشخصية السوية مقابل العصابية (العينة اللبنانية والعينة السورية). واقترح الباحثون العمل على تحسين الظروف المعيشية لأفراد هذه العينات، فضلاً عن إعداد برنامج إرشادي يهدف إلى رفع مستوى الصمود النفسي لديهم.