تحظى الدراسات التي تهتم بجودة الحياة في البيئات الحضرية باهتمام متزايد على مستوى العالم في مختلف التخصصات، وذلك بهدف الارتقاء بجودة الحياة لسكانها وتحقيق سبل حياة كريمة ترتقي بهم، وتدفعهم نحو تنمية اقتصادية ومجتمعية مستدامة، وتسعى الدولة للارتقاء بمستوى جودة الحياة بالإسكندرية لكونها واحدة من أهم المنارات الحضارية في العالم؛ من خلال وضع إستراتيجية تنموية تشمل جميع نطاقات مصر. واعتمدت هذه الدراسة على المنهج الاستقرائي التحليلي في استقراء البيانات الوصفية والإحصائية الخاصة بالمؤشرات الجغرافية لقياس مستويات جودة الحياة بالإسكندرية، كما تم الاعتماد على نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقات الاستشعار عن بعد في إنتاج الطبقات المعلوماتية لمؤشرات جودة الحياة بالبيئة الطبيعية والحضرية، وتحليلها مكانيا وتصنيف مستوياتها وارتباطها بالخطط التنموية والمشاريع القومية التي تم تنفيذها في الارتقاء بجودة الحياة ، وخلصت الدراسة إلى تحديد أربع مستويات لجودة الحياة بالإسكندرية، تمثلت في جودة الحياة المرتفعة التي توزعت في 31 شياخة بنسبة 28.8% من إجمالي عدد الشياخات بمنطقة الدراسة، جودة الحياة المتوسطة والتي سادت في 34 شياخة بنسبة 28.3%، جودة الحياة المنخفضة والتي اشتملت على 20 شياخة بنسبة 16.7%، جودة الحياة المنخفضة جداوالتي توزعت في 35 شياخة بنسبة 29.2 % ، وتٌوجت الدراسة بمجموعة من المقترحات والتوصيات التي سوف تسهم في الارتقاء بمستوى جودة الحياة بالشياخات التي تعاني من تدني جودة الحياة بها، وذلك من أجل مستقبل أفضل.