تسلط هذه الدراسة الضوء على التغيرات السياسية والمذهبية في مصر خلال فترة مهمة في تاريخها، وهي فترة الدولتين الفاطمية والأيوبية. حيث يدرس البحث انتقال العلماء الفرس من بلاد فارس إلى مصر في تلك الفترة، ودورهم الكبير في الجوانب الدينية والثقافية، من خلال مساهمتهم في مختلف العلوم النقلية والعقلية.
      إن هدف البحث دراسة دور العلماء الفرس بعد انتقالهم من بلاد فارس إلى مصر، في ظل الدولتين الفاطمية والأيوبية ودورهم الكبير في المساهمة في دعم سياسة الدولتين. كما تهدف الدراسة في استخدامها للمنهج الكمي والإحصائي والمنهج التحليلي في تفسير النتائج الإحصائية التي توصلت إليها الدراسة.
وانتهى البحث إلى عدة نتائج أهمها، أن المذهب السني هو الغالب على أهل مصر قبل مجيء الفاطميين، ثم تقلص عدد معتنقي المذهب إلى حد كبير ولم يعد مذهب الغالبية في عهد الفاطميين، حتى استعاد المذهب السني مكانته في العصر الأيوبي. كما بينت الدراسة أن التأثير الحقيقي في الحالة السياسية والمذهبية في مصر، في العصر الحكم الفاطمي لم يؤثر في سير انتقال العلماء الفرس إلى مصر. واوضحت الدراسة أن هجرة علماء الفرس واستيطانهم مصر كان في المقام الأول لأسباب سياسية ومذهبية ولم تكن لأسباب علمية بحته.