انطلقت ثلاث موجات من الفتوحات الإسلامية من المدينة المنورة ودمشق لفتح المغرب. كانت الموجة الأولى في عصر الخلفاء الراشدين، أما الموجتان الثانية والثالثة فكانتا في عصرالأمويين، ولا سيما في عهد معاوية بن أبي سفيان (٤١-٦٠ هـ/٦٦١-٦٨٠) وعهد مروان الأول (٦٤-٦٥هـ/٦٨٤-٦٨٥) وسلالة كل منهما.
تلك الموجات من الفتوحات الإسلامية حققت العديد من الانتصارات العسكريةفيالمغرب،ولكن في فترات متقاربة واجهت بعض الصعوبات وتعرضت لبعض الهزائم. لم يلتفت الباحثونإلى تأثر بعض البربرتجاه سياسة هؤلاء القادة العسكريين بعد أن استولوا على مدنهم. لذلك، يحلل هذا البحث سياسات القادة العسكريين لجذب البربر إلى جانبهم خلال وبعد حملاتهم العسكرية ويسلط الضوء على الأخطاء التي ارتكبها بعضهولاء القادة العسكريين ضد البربر وتأثيرها على حملاتهم للاستيلاء على بعض مدن المغرب. وبالتالي، فهويناقشتأثر البربربسياسةقادة الفتح الإسلامي في المغرب من بداية الفتح حتى نهايته. تستخدم هذه الدراسة الطريقة التاريخية لتحليل عدة مصادر أولية لتوضيحسياسة قادة الفتح الإسلامي في المغرب التي جذبت البربرالىجانبهم