تسعى الدراسة إلى تبين الفرق بين المنظور التصوري والمنظور اللساني في تصنيف المعجمات. كما تسعى إلى بيان أهمية استخدام الهياكل الهرمية في التصنيف المعجمي. وبغية تحقيق هذا الغرض قدمت الدراسة تمهيدًا حول مصطلح التصورية (المفهومية)، والاتجاه الفلسفي في علم المصطلح، والفرق بين طرق الدلالية والتصورية في تناول المفاهيم. ثم انتقلت الدراسة للحديث عن المفهوم وخصائصه وتصنيفاته، والهرمية الدلالية بوصفها وسيلة لتصنيف المفاهيم. وتعتمد الدراسة على المنهج التصوري المبني على أساس من علم المنطق. كما ترمي الدراسة إلى تطبيق هذا المنهج على معجمين ينتميان إلى المعجمات المتخصصة؛ نظرًا لأن علماء المصطلح يميلون إلى ترتيب المصطلحات وفق الميادين التخصصية داخل الحقل المعرفي الواحد وطبقًا للتواصل الموضوعي بينها، ومن ثمَّ  تُرتَّب المصطلحات داخل كل ميدان حسب العلاقات بين المفاهيم التي ينبغي ترتيبها من العام إلى الخاص أي من المفهوم ذي الشمول الأكبر والتضمن الأصغر إلى المفهوم ذي الشمول الأصغر والتضمن الأكبر. وقد وقع اختيار الدراسة على معجمين- من إعداد مجمع اللغة العربية؛ الأول هو معجم مصطلحات الحديث النبوي؛ رغبة من الباحثة في التوسع في دراسة المجال وخدمته. أما المعجم الثاني، فهو معجم ألفاظ الحضارة ومصطلحات الفنون؛ رغبة في التنوع التطبيقي أولًا، وتبين وجود اختلافات من حيث التطبيق على المجالات المختلفة ثانيًا.