تمثل هذه الدراسة جانباً من جوانب العلاقات الدولية التي شهدتها منطقة الشرق الأدنى في الثلث الأول من القرن الثاني عشر الميلادي، وقد كانت الدراسات التي طرحت في هذا الميدان قد اهتمت بالتركيز على المصاهرات التي جمعت بين الصليبيين والأرمن بشكلٍ عام، وبالتالي فقد سعى الباحث لتقديم عمل يسلط مزيد من الضوء على تلك المصاهرات التي أبرمها أولئك الوافدون الجدد مع أمراء الأسرة الروبينية بالتحديد، لا سيما وأنها الأكثر تزاوجاً مع الصليبيين من بين الأسر الأرمينية الأخرى خلال القرن الثاني عشر. وقد اعتمد الباحث في عمله على بعض الدراسات التي تناولت المصاهرات القائمة بين الصليبيين والأرمن، وعلى رأسها تلك الدراسة التي أصدرها الباحث الألماني "رودت كولنبرج" Collenberg في عام 1963م تحت عنوان: The Rupenides Hethumides and Lusignans the Structure of the Armeno-Cilician Dynasties ، والبحث الذي قدمته الباحثة الهولندية "نتاشا هودسون" Hodgson ضمن كتاب الصليبيون والشرق الأدنى المنشور بنيويورك عام 2011م تحت عنوان: "Conflict and Cohabitation Marriage and Diplomacy between Latins and Cilician Armenians, c.1097–1253"، هذا بالإضافة إلى الاعتماد على ما جاء بالمصادر الأرمينية واللاتينية وغيرها من الكتابات التي اهتمت بالتأريخ لهذه الفترة.           وقد تم تقسيم الدراسة إلى خمس نقاط تناولت الأولى نشأة الإمارة الروبينية، واهتمت الثانية بدراسة أصول العلاقات الروبينية-الصليبية، وعملت الثالثة على فحص حقيقة تصاهر الأمير قسطنطين الأول مع الصليبيين، بينما اشتلمت الرابعة على الزواج الذي جمع بين بياترس ابنة قسطنطين والأمير چوسلين الأول كورتناي، في حين اُفردت النقطة الخامسة والأخيرة للحديث عن اقتران ليو الروبيني بالأميرة بياترس دو ريثل شقيقة الملك بلدوين الثاني.