شهد الربع الأخير من القرن الماضي حدثاً بارزاً إذ تكلل بظهور عصر التكنولوجيا والذي كان ابرز معالمه ظهور وسائل جديدة للاتصال والتي ساعدت على تطوير الأساليب الدعائية وتحديداً فيما يتعلق باستخدام الإعلانات التجارية الإلكترونية، والتي باتت تحتل مكانه مهمه جداً في الوقت الراهن بالنسبة للحياة التجارية، نظراً لكون هذه الإعلانات أصبحت تمارس دوراً تعريفياً من شأنه أن يجذب أنتباه المستهلك لأفضل السلع والخدمات واختيار ما يحتاجه منها دون أن يكلل ذلك بالجهد والنفقات، كما أنها أصبحت وسيلة فعالة بيد المنتج لتوزيع السلع والخدمات على نحو لا يتحدد بنطاق مكاني معين مما يضمن للمنتج تسويق منتجاته بسرعة كبيرة وبنفقات أقل . وبهذا فقد ظهرت الحاجه الملحة لحماية المستهلك في المجتمعات المعاصرة لضمان حقوقه من المخاطر الكامنة التي قد تنطوي عليها العملية الاستهلاكية خصوصاً، وان بعض المستهلكين غالباً ما يفتقرون إلى الخبرة والقدرة على تمييز السلع والمنتجات عن بعضها الأخرى وذلك من حيث الجودة والفائدة التي تتضمنها أو المستوى الذي تقدم فيه، ويظهر ذلك جلياً في حالة تزويده بمعلومات مخادعة عنها، لذلك يستدعي وضع ضوابط وقيود للإعلانات التجارية الإلكترونية والكيفية التي يجب أن تراعى عند وضعها، وذلك لوضع الإعلان ضمن إطاره الصحيح وتحقيق أهدافه التي سطر لها بما يحقق مصلحة جميع الفئات المعنية به.