لقد شهِدت البنوك المركزيَّة مُنذُ نشأتها وحتى الوقت الراهن؛ تطوراتٌ مستمرةٌ ومتسارعةٌ بسببِ التطوُّراتِ الاقتصاديِّة، والمالية، والتكنولوجية، فبعد أنْ كان دورها مقتصرٌ على إصدار النقد، وفي بعض الأحيان إصدار النقد، وتقديم القروض للحكومة؛ أصبحت الآن تقوم بالعديد من الأنشطة، منها إصدار النقود، وبنك الحكومة، وإدارة احتياطي العُملات الأجنبية، فضلًا عن مُمارسة الدور الرقابيِّ على المصارفِ الخاضعةِ له. حيثُ إنَّ نجاح البنوك المركزيَّة في تحقيقِ أهدافها؛ يتطلَّب وجود مجموعة من الشروط، شروط ذاتية تتعلَّق بنوعية الموارد البشرية، وشروط موضوعية أهمَّها درجة استقلال البنك المركزيِّ. وقد شهِدت السنوات الأخيرة نجاح بعض الدول بمنح بنوكها المركزيَّة مزيدًا من الاستقلاليَّة؛ وذلك من خلالِ مراجعةِ قوانينها وتعديلها، حيث انخفض دور الحكومة في مجالِ تحديد السياسة النقديَّة؛ ممَّا انعكس إيجابًا بزيادة دور البنك المركزيِّ في هذا المجال.