المعلومات مصدر نادر وهام ، وسلاح هجوم ودفاع ( [1] ) ، وتحظى بقوة وقيمة غالية وعالية ، وقت السلم والحرب . ( [2] ) ففي السلم يتركز التنافس على المعلومات في الحصول عليها بطرق مقبولة اجتماعيا وغير مقبولة اجتماعيا ( التجسس الاقتصادي ، والصناعي ، والتجاري ) . وفى وقت الحرب يتركز الحصول على المعلومات بطرق ممنوعة من خلال التجسس بكافة أشكاله ، والذي لا يتوقف على أوقات الحرب ، ولكنه يستمر خلال السلم . ( [3] ) وتقدير ذلك يتوقف على ما لدى الطرف الآخر من إمكانيات ، ولكن كيف تحول الطرف الآخر من ند إلى ضحية من طرف يقاتل إلى طرف يقاتل ، وهو مسلوب الإمكانيات الرئيسة في القتال ، وكيف تسبب انهيار جبهته الداخلية التي تشكل السند الرئيس له في الحرب . ( [4] ) وتعد الأسرار المتصلة بالدفاع عن البلاد المجال الخصب للوثائق والمعلومات السرية ، وقد أحاطها المشرع بسياج واق يمنع تسريبها إلى الأعداء ( [5] ) ، وفرض أشد العقوبات ( [6] ) وصلت قيمة المعلومة التي تفضي باعتقال بعض قادة تنظيم القاعدة إلى ملايين الدولارات ، وتدفع الدول ، والمنظمات ، والشركات أموالا طائلة لقاء نقل معلومات استخباراتية ، أو تجسس تتعلق بالصناعة ، أو الاقتصاد . ولقد طفت أسئلة كثيرة عقب تفجيرا نيويورك وواشنطن تركزت حول الاستفسار عن دور الـ CIA ، والـ FBI في تقديم المعلومات التي كان يمكن أن تجنب مثل هذه التفجيرات ، والتي بينت أن أمن أقوي دولة ليس بمحصن ضد التهديد ليس من الأعداء التقليديين مثل روسيا ، أو الصين ، أو من الدول المارقة ، وإنما مهددات جديدة يمكن أن تكون عن بعد ( من الخارج ) أو من الداخل من أفراد ، أو مجموعة أفراد ، أو مجموعة بسيطة دكت أقوى رموز القوة الاقتصادية والعسكرية في العالم ، وببث مباشر أمام العالم ، وأغلقت مكاتب الكونجرس الأمريكي ، ونشرت الذعر لدى المجتمع الأمريكي بنشر بكتريا الجمرة الخبيثة . راجع في ذلك ذياب البداينة ، الأمن وحرب المعلومات.