أرسل إلى الله وأنزل عليهم وحيه ، ليبلغوا رسالة ربهم إلى الناس ، وليخاطبوا بها الناس على اختلاف عقولهم ، فالعقل فى الإنسان هو أداة تلقى واستقبال النقل (الوحى) ، وهو الأساس فى فهم وإدراك رسالة الله تعالى ، وتحقيقها فى الواقع الملموس، فلابد من أن يكون الوحى متوافقاً ومنسجماً مع العقل ، لأن الذى خلق العقل وأنزل النقل (الوحى) هو الله تعالى . إن علم الله تعالى مطلق، أما العقل فهو مخلوق، ومعنى ذلك أن قدراته وعلمه محدود. فالنقل والعقل مقدران للعلم والمعرفة ، وغايتهما واحدة وهما الوصول إلى الحق، فالعلاقة بينهما هى علاقة تكاملية ولا يلغى أحدهما الآخر ، وما يبدو انه تعارض بين النقل الصحيح والعقل ، وإنما هو تعارض مع الأهواء والشهوات، أو الفهم الخطأ ، وليس مع العقل، قد يعترى العقل حالات تجعله عاجزاً عن استقبال أوامر الله ونواهيه فيرفضها لأنها تتعارض مع رغبات النفس ، مثلما يرفض مدمن المخدرات كل النصائح والتحذيرات للحفاظ على حياته فقط لأن رغبته تعلقت بهذا السم ، فالتعارض يكون مع رغباته وليس مع عقله.