الحمد لله الذي جل عن الأنداد وتنزه عن أن يكون له نظير من العباد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. شهادة من عرف المعنى منها والمراد، واعتقد ما دلت عليه حقيقة الاعتقاد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الهادي إلى سبيل الرشاد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا. تعد المياه الجوفية أهم النعم التي أنعم الله بها على الأنسان إذ لا حياة لهذا الكائن الحي من دون الماء بشكل عام، فعندما لا تتوافر المياه السطحية، لا يوجد للإنسان سبيل سوى البحث عن المياه في جوف الأرض، ولعل الدلالة القرآنية على أهمية المياه هي أبلغ المثل، فقال تعالى في محكم تنزيله ، توضح لنا هذه الآية أهمية المياه ودورها في وجود الحياة واستمرارها وتطورها على وجه الأرض ، حيث تلعب المياه دورا كبيرا في حياة الإنسان أفرادا وجماعات والشاهد أن التجمعات البشرية الأولى كانت قد أقيمت على ضفاف الأنهار وأن جميع الحاضرات العظيمة التي قامت في العصور القديمة لعبت المياه ووجود الأنهار سببا رئيسيا في قيامها (حضارة بلاد الرافدين على ضفاف نهري دجلة والفرات، وحضارة وادي النيل على ضفاف نهر النيل).