تعتبر الأسرة المكان الطبيعي لوجود الطفل و نموه، غير أن تزايد متطلبات هذه الأخيرة بطريقة تسارعية خاصة مع خروج المرأة للعمل ، فرض ضرورة ايجاد بديل يقوم برعاية شؤون الأطفال ويساهم في تنشئتهم.

تتعامل الأسرة يوميا و بصورة منتظمة مع مؤسسات رعاية الطفولة الصغيرة التي تقوم مقامها في حضانة الأطفال أثناء غياب الأبوين عن المنزل و التحاقهم بأماكن العمل، و هي مؤسسات غاية في الأهمية نظرا لما تلعبه من دور أساسي في حضانة وتربية و تعليم الأطفال الصغار و العناية بهم، كما تعتبر من أول المؤسسات التي تستثمر في الطاقات البشرية، فأصبحت بذلك من الضرورات الاجتماعية و الاقتصادية و التربوية.

درج المشرع الجزائري على تنظيم الاطار القانوني لنشاط مؤسسات رعاية الطفولة الصغيرة ، ضمن منظومة قانونية جسدت التحولات اللافتة التي عرفتها مؤسسات رعاية الطفولة الصغيرة من حيث مفاهيمها و تنظيمها، خلال فترات زمنية متفاوتة جعلتها دائما محل تعديلات قانونية متتالية.

تهدف الدراسة إلى التعريف بمؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة من خلال البحث عن تطورها و دورها في رعاية و تنمية و حماية الطفولة الصغيرة بالإضافة إلى تسليط الضوء على التنظيم القانوني لها و المشاكل التي قد تعترضها أثناء أداء مهامها.