التساؤل التخاطبي "يا هل تُرى؟!" أحد التعابير الاصطلاحية المتداولة في الاستعمال منذ عصور الاحتجاج إلي يومنا هذا؛ بقصد تنبيه المخاطب ودعوته إلى التفكير والتأمل في الأمر المستفهم عنه دونما انتظار جواب منه. ومن ثم يسعى هذا البحث إلى استكناه خصائص البنية التركيبية لهذا التعبير، وأنماطه، وأثره في إطالة زمن الخطاب؛ لأنه ليس قائمًا على جهل المخاطب، وإنما تحفيزه ليكون مشاركًا في إنتاج الخطاب، وهو ما يمنح الخطاب حركة وحيوية ونجاحا لبعده التواصلي.
وقد جاء البحث في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة؛ أما المقدمة فقد تضمنت أهمية الموضوع، والمنهج المتبع في المعالجة والتناول، وخُصص المبحث الأول- المعنون بـ: كثرة الاستعمال وتعدد أنماط التعبير السياقي " يا هل تُرى؟!"- لرصد أنماط هذا التعبير وأثر كثرة الاستعمال في تعدد أنماطه، وأُفرد المبحث الثاني -المعنون بالخصائص التركيبية للتعبير السياقي يا هل تُرى؟!- للحديث عن مكوناته وخصائصه التركيبية، ورُصد في المبحث الثالث طاقاته التأثيرية والتواصلية، ثم جاءت الخاتمة لتبرز أهم النتائج التي تم التوصل إليها .