إن علم الوقف والابتداء من أهم العلوم التي يستعان بها على فهم معاني القرآن الكريم، ليس ذلك فحسب, فقد ارتبط هذا العلم بكافة علوم القرآن الكريم، فبالبحث والاطلاع نجد أن له علاقة قوية وتأثيرًا كبيرًا: في علم التفسير، والقراءات، والنحو، والبلاغة، والعقيدة، والفقه أيضًا.
فلا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن الكريم, ولا استنباط الأدلة الشرعية منه, إلا بمعرفة أحكام الوقف والابتداء في الآية.

وقد اختصت هذه الدراسة بدراسة أثر الوقف والابتداء في القرآن الكريم في الأحكام الشرعية، تطبيقًا على سورة النحل: [الآية: 7- 8]، والتي تتحدث عن أصناف من الأنعام والدواب، والخيل والبغال والحمير، وقد اختلف القراء في حكم الوقف والابتداء في هذه الآية، مما نتج عن هذا الاختلاف اختلافًا في حكم أكل لحوم الخيل بناءً على حكم الوقف والابتداء عند القرَّاء.
وقد تناولت في هذا البحث: عرض اختلاف القرَّاء في الوقف والابتداء؛ والمعنى الإجمالي للآيات؛ وبيان الأوجه الإعرابية التي أثرت في الحكم الشرعي للآية؛ ومن ثم الأثر الفقهي الذي ترتب على هذه الاختلافات؛ وبيان الرأي الراجح من أقوال الفقهاء.