هذا المبحث مستل من رسالتي المعنونة بـ (المصالح الملغاة دراسة أصولية تطبيقية)، وقد تحدثت فيه عن مسألتين من هذه الرسالة، أما المسالة الأولى: فكانت بعنوان المصلحة الملغاة فى تقديم خطبة العيد على الصلاة، وقد بينت أن فى المسالة راييَن، الرأى الأول: بجواز تقديم خطبة العيد على الصلاة وهو فعل أحد خلفاء الدولة الأموية بحجة المصلحة فى جلوس الناس والانتفاع بالموعظة، والرأي الآخر: بعدم جواز تقديم خطبة العيد على الصلاة وهو قول جمهور العلماء وهذه هى المصلحة الراجحة والمعتبرة، لأنها فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل الخلفاء الراشدين من بعده، وأن المصلحة فى تقديم الخطبة على الصلاة مصلحة ملغاة ومردودة؛ لمخالفتها للنص.
وأما المسألة الثانية فكانت تحت مطلب مصلحة جواز التطوع المطلق فى أوقات النهي عن زيادة للأجر والثواب، وبينت أن هذه مصلحة ملغاة ومردودة؛ لمقابلتها للنصوص الواردة فى النهي عن الصلاة فى أوقات النهي، كما بينت أن هناك بعض الصلوات مستثناة من أوقات النهي، وذكرت أقوال العلماء فى ذلك مع بيان الراجح من أقوالهم.