الحمد لله رب العالمين, الصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد
إن الشريعة الإسلامية الغراء خاتمة الشرائع السماوية؛ لذا جاءت أحكامها صالحة لكل زمان ومكان وشاملة لكل ما يحتاجه البشر في حياتهم, وقد جرمت كل ما يعد عدوانا على الكليات الخمس، ووضعت العقوبة المناسبة لكل جريمة في هذا المجال, تركت الشريعة الإسلامية الباب مفتوحا لأولي الأمر لتجريم ما يمثل اعتداء على أي من الحقوق المشروعة مع وضع العقوبة المناسبة له من خلال ما يعرف بالتعزير، في ظل النصوص الشرعية والقواعد العامة للشريعة, تنوعت العقوبات التعزيرية إلى أنواع كثيرة؛ منها: الإعلام والذهاب, والوعظ بالكلام, والتوبيخ بالكلام, والحبس, والنفي عن الوطن, والضرب, والقتل, والتعزير بالعقوبات المالية ومعناه؛ أن يأخذ الحاكم بعضا من أموال الجاني ويحبسه عنده مدة معينة، ثم يعيده إليه مرة أخرى دون أن يأخذه الحاكم لنفس أو لبيت المال إلا إذا يئس من صلاح الجاني، فيجوز للحاكم أخذ ماله وإنفاقه فيما فيه مصلحة.
وقد استخرت الله أن أكتب بحثا في موضوع التعزيرات المالية تحت عنوان: "العقوبة التعزيرية المالية"
وأسال الله الكريم أن يكتب له القبول وأن ينفع به, إنه سميع الدعاء