لاشك ان المجتمع الدولي يشهد العديد من العلاقات المتعددة والمتنوعة ,هذه العلاقات تنشا بين اشخاص القانون الدولي وبعضها البعض ,سواء بين الدول وبعضها من جانب اوبين الدول وغيرها من اشخاص القانون الدولي كالمنظمات الدولية او حتي الافراد من جانب اخر اوبين المنظمات الدولية وبعضها البعض او بينها وبين الدول او بعض الفراد ,فالعلاقات بينهم تكون متشابكة نظرا لاتساعها وتشعبها بين اشخاص القانون الدولي ,مما قد يؤدي الي مخالفة قواعد القانون الدولي ,الامر الذي يؤدي الي نشوء المسئولية الدولية .
ولما كانت مخالفة احكام القانون الدولي وانتهاك قواعده قد تزايدت في الاونه الاخيرة ,وكان اللجوء الي القوة غير مشروع في وقتنا الحالي في ضل قواعد القانون الدولي المعاصر ,فان اعضاء المجتمع الدولي ليس لديهم سوي اللجوء الي القواعد التي تحكم المسئولية الدولية واللجوء للتعويض كحل سلمي ووسيلة مشروعة وعادلة لحل تلك الانتهاكات والمخالفات لقواعد القانون الدولي .
وفي هذا الصدد فاننا نري ان لموضوع التعويض اهميته البالغة في وقتنا الحالي ,خصوصا مع كثرة النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية ,كذلك الانتهاكات المتزايدة لحقوق الانسان في الحروب والاعتداءات غير المبررة من بعض الدول ,وايضا انتهاكات الكثير من الدول الصناعية وغيرها المتكررة للبيئة الدولية ,الامر الذي يستوجب الزام الدول مرتكبة هذه الانتهاكات والاعتداءات باصلاح ما قامت به من اضرار لغيرها من اشخاص القانون الدولي والتزامها بالتعويض .