تُعد ظاهرة التغيرات المناخية ظاهرة عالمية ومن أهم التحديات الطبيعية التي تواجه العالم وتهدد التنمية المستدامة، وإن كان تأثير التغيرات المناخية سيختلف من منطقة لأخرى في ضوء المعطيات الجغرافية لكل منطقة، ومصر من الدول التي ستتأثر بالتغيرات المناخية، ويُعد قطاع السياحة من القطاعات الأكثر حساسية للتأثيرات المحتملة للتغير المناخي؛ وذلك لارتباط القطاع السياحي بالمقومات الطبيعية، وتهدف الدراسة إلى تحديد تأثير التغيرات المناخية على خارطة السياحة في مصر(الغردقة دراسة حالة) ويتناول الجزء الأول من البحث عرض مفهوم جغرافية الرفاه الاجتماعي وجودة الحياة والعدالة المناخية، كما عرضت التغيرات المناخية(مفهومها وأنواعها وأسبابها ومظاهرها)، وتناولت الدراسة آثار التغيرات المناخية وتداعياتها على السياحة في مصر وجودة الحياة،كما استعرضت الدراسة جهود الدولة المصرية في كيفية التصدي لتأثيرات التغيرات المناخية وتخفيف أثرها، وتهدف الدراسة إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، والاعتماد على دراسة المرئيات الفضائية خلال الفترة الزمنية(1970– 2018م) لتوضيح درجات الحرارة والرطوبة النسبية بمدينة الغردقة لحساب مقاييس السعادة (الراحة المناخية) قرينة توم THOM بالتطبيق على مدينة الغردقة، وخلصت الدراسة إلى أن أفضل الفصول وأكثرها ملاءمة للنشاط السياحي فصل الشتاء، بينما على مستوى شهور السنة (مارس، ثم نوفمبر، ثم ديسمبر، يليه يناير)، كما تم رسم الخرائط المستقبلية لسياحة الغوص والشعاب المرجانية لعامي 2030م و2050م على سواحل مدينة الغردقة، أما الجزء الثاني فقد اعتمد على الدراسة الميدانية، واستخدام المقابلات الشخصية، وأسلوب الاستبيان، وتم تحليل 311 استمارة بواقع 237 لأعضاء هيئة التدريس بكليات السياحة والفنادق والآداب والعلوم، وبواقع 74 استمارة للخبراء بوزارة السياحة والآثار وهيئة الأرصاد الجوية وهيئة التنمية السياحية ووزارة البيئة، وقد اعتمدت الدراسة على التحليل الإحصائي للبيانات، واستخدام برنامج SPSS. V.25، وقد استخدم المنهج الوصفي التحليلي، وأظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن الممارسات البشرية البيئية السيئة أول المسببات الرئيسة للتغيرات المناخية، كما كشفت العينة أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية سيؤثر على ألوان الشعاب المرجانية وعمرها من حيث الأخطار والأزمات التي تتعرض لها مدينة الغردقة، واتفق المبحوثون أن ارتفاع مستوى سطح البحر قد يؤدي إلى غرق وتآكل بعض الشواطئ واختفاء السواحل، وهو ما يؤثر على التنمية السياحية المستدامة، وكشفت الدراسة عن انخفاض درجة الوعي لدى المواطنين بخطورة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وعن أهم الجهود المصرية وهي مشاركة مصر في كافة المؤتمرات الدولية الخاصة بالتغيرات المناخية وانعكاساتها على البيئة.
 واستخدمت الدراسة تحليل SWOT لتحديد جوانب القوة والضعف والتهديد بالنسبة لظاهرة التغيرات المناخية، والفرص المتاحة لتنمية قطاع السياحة، كما أعدت الدراسة بعض المقترحات حول كيفية تقليل الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء قاعدة بيانات جغرافية كاملة عن الآثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي على النشاط السياحي، وإنشاء وحدة إدارة الأزمات أو الكوارث بداخلها وحدة لنظم المعلومات الجغرافية تزود الدولة بخرائط المناخ المستقبلية، والتي تؤثر على الفعاليات والأحداث السياحية والمواسم، وعلى أن يتم التنسيق بين الجهات لتحديد أنسب الأوقات والمواسم لممارسة الأنشطة السياحية والاستفادة من قرينة توم، كما أوصت بضرورة استحداث أنماط جديدة من السياحة كسياحة التخلص من السموم الرقمية، والسياحة البيئية فالبيئة الخضراء هي المتنفس الحقيقي للاقتصاد الأخضر لسلامة الحياة .