تتناول الدراسة " الحملة الصليبية الأرمينية على جزيرة قبرص عام 1156م/ 551هـ بين المصادر الأرمينية والسريانية والصليبية والبيزنطية والإسلامية ". وتبدأ بالحديث عن أهمية الموضوع وتحديد مشكلته والحديث عن صعوباته ، ثم تتناول التعريف بالأمير ثوروس الأرميني وانتقال هجرات كبيرة من الشعب الأرميني إلى إقليم كليكيا بعد سيطرة السلاجقة على أرمينيا الكبرى . كما قام الباحث بالتعريف بالأمير رينو دي شاتيون أمير إمارة أنطاكية الصليبية ، وأهم أعماله حتى مشاركته في هذه الحملة .
وتهتم الدراسة بمعالجة العديد من القضايا، وأولها أنها تسعى لمعرفة دوافعها عند كلا من الأميرين رينو دي شاتيون و ثوروس الأرميني، ثم تبحث في قضية ثانية وهي الاختلاف بين المؤرخين المعاصرين والمحدثين حول مشاركة ثوروس الأرميني في الحملة . ويعقبها البحث في مسألة قيادة الحملة ، وفي تحديد حجم القوات العسكرية لها ، ودور كلا من رينو و ثوروس فيها ، وبعدها تتناول مناقشة موقع جزيرة قبرص و تحصيناته الدفاعية وتجهيزاته العسكرية، وقوته الاقتصادية . ثم يناقش الباحث الروايات التاريخية المختلفة لتحديد تاريخ القيام بالحملة تحديدا دقيقا. ثم يضع البحث تفصيل المعارك التي جرت بين القوات البيزنطية من جانب ضد القوات الأرمينية والصليبية حال رسو أسطولهما على سواحل الجزيرة حتى استيلائهما عليها . ويكشف البحث عن أسباب عدم قيام الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنين ( 1143- 1180م ) لنجدة الجزيرة، وهى انشغاله في الحروب ضد المجريين والصرب والبشناق والكومان الذين هددوا أراضى الإمبراطورية وممتلكاتها في آسيا والبلقان ، وحروبه في ايطاليا ضد النورمان .
ويستعين الباحث بالمصادر كثيرا في الحديث عن طرق معاملة قادة الحملة وجنودها لحاكم الجزيرة وقائدها العسكرى ورجال الإدارة ، والنبلاء والأثرياء الذين يمتلكون مقادير من الأموال والذهب ، وأعمال السلب والنهب فى أسواق الجزيرة العامرة ، وبيوت القبارصة بالمدن الكبيرة، وفى حقولها وريفها ، والاستيلاء على المنتجات والسلع ، والمعاملة القاسية لرجال الدين ورؤساء الكنيسة ، وسطوهم على أديرة الرجال والعذارى ، وسرقة أدوات الكنائس والأيقونات الثمينة ، وعمليات القتل والأسر ، وتحصيل الفدية من الأغنياء والنبلاء. وينتهي البحث بمعالجة قضية الفترة الزمنية التى قضتها الحملة في قبرص ، ثم عرض النتائج التى توصل إليها .