في هذا البحث تحاول الباحثة كشف النقاب عن موقف جرامشي العميق بصدد قضية ذات البعدين التاريخي والسياسي, وهي قضية الوحدة الوطنية وهي تضرب بجذورها في عمق الوجود الانساني, كما تحاول أن تكشف عن البعد الطبقي وعلاقته بالوحدة الوطنية وذلك لمعرفة كنه العلاقة بين الاقتصادي والسياسي والوطني والطبقي.
لقد استطاع جرامشي من خلال هذا البحث توضيح العلاقة بين النظرية والتاريخ والأحزاب والجماهير في نوع من المشاركة لا اللفظية، ولكن أيضًا الفعلية متأثرًا في ذلك بالفلسفة الماركسية ومقولاتها الفلسفية المعروفة وخاصة في اهتمامها بالبناء الفوقي والتحتي.
إن جرامشي الإيطالي الجنسية لم يبتعد أبدًا عن المعايشة لهذا المجتمع نظريًا وعمليًا، مما جعل الأجواء السياسية والتاريخية لإيطاليا لها بصماتها الخاصة على رؤية جرامشي مستلهمًا منها تنظيراته المتعددة.
ولذلك وجدت الباحثة أن البحث حول جرامشي وفي هذه القضية (الوحدة الوطنية) يتطلب منا الاهتمام بعدة مواقف له ومنها موقف جرامشي من الدين والتاريخ والثقافة والوحدة الوطنية ثم تعريف المثقف وتصنيف المثقفين. ثم انتهت في هذا البحث بعقد العلاقة بين النظرية والممارسة الفعلية في قضية الوحدة الوطنية.
أما المنهج الملائم لهذه الدراسة فهو المنهج التحليلي النقدي والذي ستحاول الباحثة تطبيقه على كل جزئيات هذا البحث.
أما نتائج البحث: فهي كثيرة ونذكر منها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر...
واقعية بلا حدود, إنها فلسفة جرامشي وخاصة في موضوع غاية في الواقعية, وهو الوحدة الوطنية على مستوى الممارسة الفعلية.
احتلت الثقافة مكانة عظيمة في فلسفة جرامشي السياسية, فقد مثلت الثقافة دورًا أساسيًا في صياغة الوحدة الوطنية, ولذلك كانت دعوته لنا إلى الدور الاجتماعي والسياسي للمثقف الحقيقي.
جرامشي في فلسفة التاريخ تأملي هيجلي وواقعي ماركسي في نفس الوقت, فلا ممارسة دون تنظير ولا تنظير دون ممارسة.
اعتبار جرامشي مثقف ثوري من الطراز الأول لأن المثقف الثوري هو الوحيد القادر على النقد دون خشية، وبالتالي قادرًا على تغيير الواقع للأفضل، بما يتوافق مع رغبة الجماهير وآمالها المنشودة.