نتج عن التغيرات المناخية عديد من الآثار السلبية خلال العقود الحديثة، ومن المتوقع أن تٌحدث أثارًا أكثر سوءًا في العقود القادمة، وخاصة في المناطق الريفية، وأن المرأة الريفية تتحمل العبء الأكبر لآثارها عن الرجال. وعليه جاءت الدراسة الحالية تنطلق من سؤال رئيس مفاده: إلى أي مدى تؤثر التغيرات المناخية في أوضاع المرأة الريفية في مصر في الوقت الحالي وفي المستقبل خلال العقد القادم؟ وللإجابة عن هذا السؤال اعتمدت الدراسة على أسلوب الاستشراف، والأسلوب الكيفي في معالجة موضوعها، ومن ثم استعانت بأسلوب التنبؤ التقليدي، وأسلوب التنبؤ الرجعي، Backcasting، واعتمدت الدراسة كذلك على تقنية سياسة دلفى Delphi policy ، وطريقة دراسة الحالة لعينة قوامها (114 حالة) من الريفيات ببعض قرى محافظات  (الفيوم - بني سويف - المنيا) مستعينة بالملاحظة ودليل مقابلة، تم تطبيقه من خلال المقابلات الفردية المتعمقة للحالات. وقد خلصت الدراسة إلى أن للتغيرات المناخية تأثيرات سلبية على سبل عيش الريفيات حيث أفضت إلى تلف بعض المحاصيل، وبوار بعض الأراضي الزراعية، وانخفاض إنتاج المحاصيل، وزيادة الإصابة ببعض الأمراض المعدية، وأن النساء يستخدمن بعض الاستراتيجيات التقليدية للتكيف مع التغير المناخى، وأن توقعات حالات الدراسة لمستقبلهن تسير وفق ثلاثة مسارات: الأول، السيناريو المرجعي (الاتجاهي) والثاني السيناريو المتفائل، والثالث السيناريو المتشائم، وأن السيناريو المرجعي هو السمت العام الذي سيطر على توقعات الحالات، وأن ثمة شروطاً لتحقق السيناريو المعياري، أبرزها دمج تدريس ظاهرة التغير المناخي في المقررات الدراسية بالمدارس والجامعات، ودعم برامج تنمية قدرات ومهارات المرأة الريفية وتمكينها.