يتناول البحث دراسة مدح الملوك والأمراء من منظور رؤية العالم عند شعراء عصر ملوك الطوائف، ويهدف هذا البحث إلى كشف المضمون الفكري والمترسخ العقلي لدى شعراء هذا العصر، حيث تنوعت الرؤى الجمعية لديهم فتارة كان شعر المدح ليس مجرد تعبير عن المدح والثناء، بل كان أداة سياسية واقتصادية استخدمها الحكام والمماليك لتعزيز سلطتهم وسمعتهم في المجتمع ، وتارة أخرى كان الشعراء يلجؤون إلى مدح الخلفاء والحكام والأمراء والشخصيات المهمة الأخرى كوسيلة لكسب الرضا والدعم من جانبهم، وكانت هذه العلاقة بين الشعراء والمماليك هي التي شكلت جزءًا أساسيًا من رؤيتهم ووعيهم الذاتي والجمعي ، وتسعى الدراسة إلى البحث في مصطلح ( رؤية العالم ) وهو مصطلح يشير إلى النظرة الشاملة التي يحملها الفرد أو المجتمع تجاه الواقع المحيط به، والتفاعل معه بشكل إبداعي واجتماعي، ويعزو  "لوسيان جولدمان" لهذا المصطلح عبر رؤيته التي تعبر عن الخروج من الذات الفردية إلى البيئة الاجتماعية، حيث تتفاعل الذات مع المحيط الاجتماعي وتتشكل منه وتسهم في تحديد أطر وحدود هذا المجتمع. في هذا السياق، ترتكز رؤية العالم على الثقافة والقيم والتجارب الشخصية، وتعكس ذلك التفاعل المعقد بين الفرد والمحيط الاجتماعي والثقافي والعالم بشكل عام. ويسعى البحث من دراسة رؤية العالم إلى فهم كيفية تشكل الذات وتطورها وتأثيرها على مجتمع الطوائف.