كان المهرجون سمة من سمات البلاط الإمبراطوري الروماني عامة، وبلاط الأسرة اليوليو-كلاودية خاصة، حيث كانوا يقدمون الترفيه للأباطرة، ولضيوفهم. وتمتع هؤلاء المهرجون بحرية كبيرة لدرجة أنهم كانوا يسخرون من ضيوف الأباطرة بالنكات، أو بتقليدهم، ليس هذا فحسب؛ بل كانوا أحيانًا يسخرون من الأباطرة أنفسهم. ولم يقتصر دور مهرجي البلاط على ما كانوا يؤدونه من ترفيه فقط؛ بل كان منهم من وجَّهَ سياسة الأباطرة، وعملوا مستشارين لهم، ومنهم من عملوا وشاة ومخبرين؛ لدرجة أن بعض المؤرخين عَدَّ المهرجين وتصرفاتهم مرآة لعصر الإمبراطور. وتقاضى هؤلاء المهرجون أجورًا مرتفعة، تسببت في إثارة السخط ضدهم- أحيانًا.
ومن ثم جاء هذا البحث محاولًا الإجابة عن مجموعة من التساؤلات حول مهرجي البلاط في عصر الأسرة اليوليو-كلاودية أذكر منها: ما العلاقة بين كون الشخص مهرجًا وكونه مشوهًا أو معاقًا؟ إلى أي مدى كانت الوظيفة الترفيهية لذوي الإعاقة في روما، هي سبيلهم الوحيد للنجاة من الموت؟ ما مدى الحرية التي تمتع بها المهرجون داخل البلاط؟ إلى أي مدى بلغ نفوذ المهرجين في عصر الأباطرة اليوليو-كلاوديين؟ وما حقيقة أجورهم المرتفعة؟