بداية يمكن القول أن مشكلة الحرية والجبرية  كانت مسار جدل ونقاش كثير من العلماء على مر العصور ، وإذا ما نظرنا إلى القرن العشرين نجد أن الشيخ الشعراوي الذي يُعد من مجددي هذا القرن قد أجاب على السؤال الدارج الإنسان مسير أن مخير بكيفية فريدة ومقنعة بالدليل العقلي والنقلي معًا فقد وضح لنا أن هناك أمور لا شأن للعبد للاختيار فيها وهناك أمور أخرى تركت للعبد للاختيار فيها ، وقد أوضح الشيخ أن خلق الله للأشياء لا يعني أنه غير عادل فالله تعالى لم يكلفنا إلا بما خلقنا صالحين لفعله وصالحين لعدم فعله .
    كما أوضح البحث رأي الشعراوي في أنه لا يوجد أناس مجبولون على الخير المحض ، وأناس مطبوعون على الشر المحض ، ولكن الله كتب عليك أزلًا لأن لله الخلق والقدرة والعلم ، وصفة العلم هذه ليس صفة جبر العلم صفة انكشاف فقط لذلك فإن الإحاطة الإلهية بما سيقع لا تكون مانعة من حدوث الشئ ولا باعثة إليه .