تعتمد هذه الدراسة على المصادر العربية والعثمانية المعاصرة المخطوطة والمطبوعة، وتتناول الجهود التي بذلتها الحكومة العثمانية في إعادة ولاية مصر إلى سلطتها بإرسال حملة حسن باشا الجزائرلي عام 1200هـ/ 1786م؛ لتأديب المماليك الذين بلغ ظلمهم الأهالي درجةً كبيرةً، ومنعهم إرسال الخزينة الإرسالية للدولة العثمانية، وتطاولهم على الأجانب المقيمين في مصر مما جعلهم يقدمون شكاياتهم للدولة العثمانية، ولاتصالهم أي: المماليك -بروسيا- العدو التقليدي للدولة- من أجل الانفصال بولاية مصر عن سلطة الدولة. وقد خاض حسن باشا الجزائرلي عدة حروب ضد المماليك، وإن لم يقضِ عليهم نهائيًا؛ لضيق الوقت وقلة المال، فإنه أعاد مصر لسلطة الدولة من جديد، وأجبر المماليك على الإقامة في الصعيد وعدم دخول القاهرة، وأجرى إصلاحاتٍ إداريّةً في الولاية، ثم عاد إلى الدولة للمساعدة في حرب روسيا بعد أن عقد صلحًا مع أمراء المماليك، ليضبط الأوضاع في الولاية. اتبعت الدراسة المنهج التاريخي النقدي القائم على عرض الوقائع التاريخية من خلال استقراء الوثائق والمصادر العثمانية والعربية، وتحليلها ونقدها، حسب مقتضيات الدراسة.