فإن مكانة السنة عظيمة في التشريع الإسلامي فهي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم والتطبيق لما جاء فيه، وهي الكاشفة لغوامضه، المجلية لمعانيه، الشارحة لألفاظه ومبانيه. وإذا كان القرآن يضع القواعد والأسس العامة للتشريع والأحكام فإن السنة قد عنيت بتفصيل هذه القواعد وبيان تلك الأسس العامة، ولذا فإنه لا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنة مع القرآن. وقد جاءت الآيات الكثيرة والأحاديث المتواترة قال تعالي : آمرة بطاعة الرسول )صلى الله عليه وسلم( والاحتجاج بسنته والعمل بهما قال الله تعالي ﵟ‌وَمَآ ‌ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ ﵞ [الحشر: 7]  هذا  إلى ما ورد من إجماع الأمة وأقوال الأئمة في إثبات احتجاجهم بها. ومن المعلوم أن للصحابة فضلاً عظيمًا فهم أفضل الأمة بعد نبيها محمد (صلى الله عليه وسلم) ولما كان كل صحابي يُعَدُّ الراوي الأعلى للحديث الذي تحمله لأن الصحابة (رضي الله عنهم) هم أول من تلقوا الأحاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم أدوها إلى التابعين فقدموا بذلك خدمات جليلة للأحاديث النبوية ومن هنا اخترت موضوع البحث عن مرويات أحد من الصحابة الكرام وهو: مرويات عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) في الكتب الستة ومسند الإمام أحمد جمعًا ودراسة. (باب الصلاة).