يهدف البحث إلى إلقاء الضوء على مشروعات الاستصلاح الزراعي للأراضي الصحراوية، ووصف خصائص هذه المشروعات بكل عناصرها وتتبع كل مراحلها منذ بداياتها حتى عائدها وصافي أرباحها من عدمه لإظهار استغلالها بصورة اقتصادية إيجابا أو سلبا، وهذا يحتاج إلى دراسة شكل وطبيعة الأرض ونشاط الانسان واستغلاله لهذه الموارد الأرضية بتحويلها لموارد زراعية لإشباع الحاجات الغذائية المتنوعة وغيرها.
وليس من شك في أن تغيير المظهر الأرضي الصحراوي يحتاج إلى تقنية وجهد الإنسان للتعامل مع مثل هذه البيئات الصعبة في ظل سيادة البيئة الصحراوية الجافة بمحافظة الوادي الجديد مستغلة قدرات الانسان لتطويع تلك المساحات الشاسعة لأنشطة الزراعة وغيرها.
ومن هنا كانت العلاقة بين الإنسان والموارد الطبيعية Natural Resources وتحويلها لموارد اقتصادية Economic Resources علاقة مد وجزر، وعليه أن يقوم باستغلالها الاستغلال الأمثل بما لديه من أساليب علمية متطورة بما يتناسب مع احتياجاته الفعلية للمحافظة، مع مراعاة نوعية التربة وخصائصها وترشيد المياه في ظل بيئة صحراوية تعتمد على المياه الجوفية المستخرجة من الخزان الجوفي المختزنة في طبقات الحجر الرملي النوبي لمواصلة كافة الأنشطة البشرية سواء كانت إنتاجية أو عمرانية وغيرها.  
جدير بالذكر أن هناك فجوة بين إنتاج الغذاء والزيادة في حجم السكان، ومن ثم يتطلب ذلك زيادة الإنتاج الزراعي سواء عن طريق التوسع الزراعي الأفقي مجال دراستنا أو التوسع الرأسي، وعموما تشغل محافظة الوادي الجديد 440 ألف كم2 بما يمثل 44% من مساحة مصر.
وتقع المحافظة ضمن الصحراء الغربية والتي تصل مساحتها 681 ألف كم2 أي ما يمثل 68% من إجمالي مساحة مصر وتشغل المحافظة حوالي 64.6% من مساحة الصحراء الغربية، حيث إن هذه المساحة تدعو إلى الأمل بتوافر إمكانات التوسع الأفقي لزيادة المساحة المزروعة القابلة للاستصلاح الزراعي مما يترتب عليه زيادة المحاصيل الزراعية وتوافر المزيد من الغذاء.
وهذا التوسع يحتاج إلى تقنيات حديثة في تكنولوجيا زراعة الصحراء من استخدام أساليب ري مطورة وأنواع جديدة من المبيدات والتوسع الزراعي الأفقي عن طريق النانو تكنولوجي والبايوتكنولوجي والبيوتشار، وكذلك الآلات الزراعية لتحسين الإنتاج الزراعي للأراضي الصحراوية لتحقيق نتائج ايجابية لتدر دخلا كبيرا، وهذا ما ستفصح عنه تلك الدراسة في الصفحات القادمة.