تعد مسألة الاندماج الاجتماعي للمهاجرين من الموضوعات الأكاديمية المهمة والمثيرة للجدل في مجال الدراسات الاجتماعية والهجرة. فعلى الرغم من أهمية المهاجرين في تكوين الثقافة والمجتمعات الحديثة إلا أنهم غالبا ما يواجهون صعوبات في التكيف والتأقلم مع الثقافة والقيم والممارسات الاجتماعية للمجتمع المضيف. وتعتبر النظريات الاجتماعية حول الاندماج الاجتماعي للمهاجرين أداة هامة لفهم تلك الظاهرة الاجتماعية المعقدة. وبشكل موجز حاولت الباحثة ضمن هذا البحث توضيح مفهوم الاندماج الاجتماعي والمفاهيم المرتبطة به وتصور الباحثة للمراحل التي يمر بها المهاجر للوصول إلى مرحلة الاندماج الاجتماعي وتناول الاتجاهات المفسرة لاندماج المهاجرين والعوامل التي تساعد عليه ضمن هذا البحث محاولة الاعتماد على العديد من الاتجاهات النظرية التي تكلمت بوضوح عن عمليات الاندماج ونتائجها، والتي ركزت أغلبها علي عمليات الاستيعاب كنظرية الاستيعاب الكلاسيكي ونظرية الاستيعاب المجزأ والاستيعاب المكاني ونظرا لأن أهم جانب من جوانب حياة المهاجرين بعد وصولهم البلد المضيف هو تقييم شبكة العلاقات الخاصة بهم ودورها في اندماجهم ,فترى الباحثة أن نظرية رأس المال الاجتماعي مفسر قوي لتلك العلاقات مع عرض الأنواع المختلفة من رأس المال الاجتماعي وفقا لما أشار إليه بعض العلماء والمنظرين ,وبالطبع لا يمكن تجاهل دور رأس المال البشري للمهاجرين الذى بدوره قد يكون له دورا فعالا على رأس المال الاجتماعي للمهاجرين واندماجهم إضافة إلى نظرية الفرصة الهيكلية و نظرية التحييز محاولة استخدام تلك النظريات لفهم الطريقة التي يحدث بها الاندماج الاجتماعي للمهاجريين داخل المجتمع المضيف.