تناول ابن سودون البشبغاوي شاعر العصر المملوكي الثاني موضوع السخرية والفكاهة بوصفها قوالب جمالية وتعبيرية  تناسب رؤيته عن عصره ومجتمعه وتتحملها، فقد انقادت نفسه لأنواع من "الخراع" أي الهزر والسخرية تنوعت موضوعاتها: بين الذاتية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ويقف هذا البحث على الرؤية الساخرة والفكاهية لفعل الثقافة في عصره بتنوع منابعها عند الشاعر ما بين تراثية ودينية ، فعمد إليها الشاعر يفككها من قوالبها الجادة الرصينة ويحيلها قوالب للسخر والفكاهة، يبتغي بها الإضحاك والإصلاح ما استطاع إليه سبيلا. ينهض البحث بتتبع ظاهرة الفكاهة والسخرية الثقافية ووصفها من خلال النصوص الإبداعية في ديوانه الشعري وتحليلها للوقوف على منابع الثقافة التي امتاح منها، وتستكنه دلالاتها ومضامينها بغية استكشاف آراء الشاعر وأفكاره عن عصره ومجتمعه الذي اشتبك به وتعالق مع مجرياته بعلائق المثقف الناقد تارة أو المستجيب والمنسجم تارات أخرى. يتوخى البحث منهجية وصفية تحليلية تسترشد بنظرية التلقي و آليات القراءة الثقافية، ومكمن جدته هو التعرض لشخصية إبداعية _ابن سودون البشبغاوي_  قصرت أغلب إنتاجها على السخرية والفكاهة والتزمته سبيلا للتعبير على مأساوية العصر وجموده وخلوه  _غالبا _من دواعي الضحك على المستوى الجمعي عموما.