الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد...   فإن من متطلبات الثقافة في عصرنا الحاضر الولوج في التحول الرقمي حتى نلحق بركب التقدم الحضاري للشعوب المتقدمة تكنولوجيا؛ إذ أصبحت المتغيرات والمستجدات في عالم التحول الرقمي تنمو بسرعة فائقة بحيث تتطلب الاستعداد الكامل لمسايرة هذه المتغيرات وتلك المستجدات لمحاولة الوصول إلى مصاف تلك الشعوب، أو على الأقل الإفادة مما وصلوا إليه من تقدم لتقليل الفجوة والمضي قدما نحو (عصر الرقمنة) إن صح المصطلح.
      ولا يكاد يخلو مجال من مجالات العلوم المختلفة، بل من مجالات الحياة من أثر ملموس للتطبيقات التكنولوجية والرقمية، فكل المجتمعات تسعى لبناء مجتمع معلوماتي متطور، ولكن المهم هو الوصول الحقيقي إلى جوهر الفكر المعلوماتي والرقمي.
     وعلوم الشريعة بفروعها المتعددة من أصول وفقه وتفسير وإفتاء... جزء من العلوم التي أصبحت أمام هذه المتغيرات والمستجدات، فالتحول الرقمي قد غيَّر العلاقة التقليدية بين المتعلم (المستقبل) وبين المؤسسات الأكاديمية والشرعية (المرسل)