يهدف هذا البحث إلى دراسة استراتيجية السياق والموسيقا في المسرحية الشعرية لما لهما من دور رئيس فيها، ولما لهما من دور تعويضيٍّ عن إمكانيات السارد في الرواية غير المسموح به في المسرح، وقيام العنصر الموسيقي بدور رئيس في المسرح الشعري، وكيف أن الانتقال من بحر إلى بحر، ومن قافية إلى أخرى يعلن عن مفارقة صوتية تملي إيحاءً بنقلة موضوعية تختلف عن سابقتها وتكون بمنزلة تنبيه للقارئ أو المُشاهد وإعلان للانتقال إلى مرحلة تختلف نفسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا عن سابقتها، وكيف يقوم العنصر الموسيقي بدور الوصف السردي مُعلنا طبيعة الحالة الجديدة وموضوعها، وتغير طبيعة الحوار بين الأشخاص أو تغير الأشخاص المتحاورين.     وتهدف الدراسة إلى السياق وما له من بلاغة تفوق البلاغة التقليدية في قوة إيجازها وإيحاءها، وما ينبثق منها من معان متعددة، وكيف يكون الموقف أبلغ وساطة من السارد في العمل الروائي، وكيف تقوم عملية ترتيب المواقف والمشاهد بدور الربط بين الأحداث التي يقوم بها السارد في الرواية. فإذا كان هذا الدور في المسرحية دورًا ضمنيًّا فهو أبلغ من تدخل السارد في الرواية وأوضح، وهذه البلاغة تتوقف على مهارة الكاتب المسرحي الذي ينجح في توصيل تلك التدخلات، وكيف نجح عزيز أباظة في هذا الدور بحكم وعيه النقدي بهذا النوع والوعي بمتطلباته وتقنياته، وهو ما أوضحته في هذا البحث.