يهدف بحث "العَقلْ والجُنونْ في رواية حُجْرَة لأمل الفاران دراسة سيميائيَّة" إلى مدارسة سياقات حضور التعقُّل والجنون في الرواية، وتتبُّع سيرورة التقابلات بينهما. متوسلًا بالمنهج السيميائي؛ للوصول إلى مستويات الرؤية النصيَّة ومقاصدها، من خلال الوقوف على المستوى الخطابي والتركيبي والدلالي.
  وقد ناقش البحث في المستوى الخطابي مكونين أساسيين، أسهما في عمليات جرد التصورات وكشف دلالاتها، هما: الدلالة الخطابيَّة والتركيب الخطابي؛ في الدلالة الخطابيَّة تمكَّنت المقاربة من تفكيك وحدات النص، وتحديد مفاصل الأحداث المتصلة بثيمة الجنون والعقل، أما في التركيب الخطابي فقد كشفت المناقشة عن الدور الثيماتيكي للمثلين والبنيات الزمنيَّة، والفضاء المكاني، والأبعاد العلاماتيَّة للعنوان، وافتتاحيات الرواية، وتعالقها مع موطن الختام. فيما وقف المستوى السردي الذي ينظم عناصر البنيات السرديَّة، ويربط بين الحالات والتحولات والملفوظات، ويحيلها إلى مضامين منتجة على الأدوار العامليَّة وبنياتها، وكشف عن البرنامج السردي لثيمة الجنون، ورصد البحث في مدارسته للمستوى العميق محاور التواتر والتشاكلات في وحدات النص، وأظهر التقابلات ونقاط التقاطع بين تلك الوحدات بواسطة المربع السيميائي، واستكمالًا لسيرورة المعاني، والبحث عن أبعاد صوت الجنون داخل مستويات الرواية، وقف البحث على المستوى التأويلي، كاشفًا عن تمفصلات العلاقات في الخطابات المضمرة في صوت العقل وصوت الجنون.