تتميز الشريعة الإسلامية عن سائر الشرائع بعمومها لكل البشر على اختلاف أجناسهم، وبشمولها لمتطلبات الحياة كلّها؛ حيث إنها أحاطت بمناحي حياة الإنسان المختلفة والمتعدّدة بسياج محكم ومتوازن من الأحكام والمبادئ. ومن مقاصد الشريعة الغراء أنها جاءت للمحافظة على مصالح الخلق، قال الإمام الشاطبي: قد اتفقت الأمة على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس، وهي: الدين والنفس، والنسل، والمال، والعقل، وعلمها عند الأمّة كالضروري.
    ولما كانت المعاملات تُمثل في علم الفقه جانبًا عظيمًا وجدنا أن عنايتهم بها بـالبحث والاستقصاء لا تقل شأنًا عن عنايتهم بأحكام العبادات؛ لأن نتيجة كل منهما واحدة هي معرفـة ما يحل وما يحرم، ما يصح وما لا يصح.
     ومن هنا يناقش البحث مفهوم التسليم وأهميته وطرقه، والآثار المترتبة على امتناع البائع عن تسليم محل العقد، وأسباب ذلك في الفقه الإسلامي.
     واستخدم البحث المنهج الاستقرائي، في الوقوف على مظان المسائل، ثم المنهج التحليلي والمنهج الاستنباطي.
      وقد وضع البحث تصورًا في تناول المسائل؛ فذكر جميع الأقوال في المسألة، مع بيان من قال بها من أهل العلم، مع الالتزام بتوثيق الأقوال، وذكر الأدلة ومناقشتها على قدر المقام. وقد راعى البحث المناهج العلمية في تخريج الأحاديث وعزو الآيات وغير ذلك.