لعب الفناء الداخلي دوراً محورياً في عمارة المباني بكافة أنماطها منذ قديم الزمن، بل نمى ذلك الدور عبر العصور ليصبح له أدواراً متعددةً تهدف بعضها إلى تحقيق الاتصال البصري بالطبيعة و ما ينتج عنه بتوليد الإحساس بالراحة الفسيولوجية ، بجانب تحقيق كفاءة الفراغات الداخلية فينتج عنها الراحة السيكولوجية، و لايزال القناء يتم توظيفه بالاتجاهات المعمارية المعاصرة ولكن بطابع مميز يختلف باختلاف فلسفة كلاً من تلك الاتجاهات و المدارس التصميمية المعاصرة ، فأصبحت الأفنية المعاصرة أكثر من مجرد عنصر من عناصر العمارة التقليدية ، وتحولت من النمط التقليدي لنمط ابداعي في ظل عالم يتسم بالتطور السريع ، فهى تجسد التعايش المتناغم مع الطبيعة ، والذي ثبت أن له فائدة إيجابية على الصحة العقلية والجسدية و الاجتماعية لقاطني الفراغات الداخلية بمختلف مجالاتها و تخصصاتها كالفراغات السكنية ، و الإدارية و التعليمية و الصحية و الترفيهية ، و قد أثبتت الدراسة ضعف دور الفناء الداخلي ببعض نماذج العمارة المحلية المعاصرة نتيجة لغياب السمات و المعايير التصميمية الملائمة لمفاهيم تصميم الفراغات الداخلية بالاتجاهات المعمارية المعاصرة ، و تتناول الورقة البحثية سمات الفناء الداخلي و أنواعه و تطوره عبر العصور و آلية تصميم الافنية الداخلية المعاصرة بالفراغات الداخلية بمختلف مجالاتها و تطورها في ظل ظهور العديد من الاتجاهات المعمارية المعاصرة من خلال دراسة تحليلية لبعض النماذج المحلية و العالمية .