مع تغير الحياة المستمر فى ظل عصر ما بعد الحداثة والتحول الرقمى، أصبحت تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة جزء أصيل فى كل مجالات العمل والإنتاج بما تتميز به من سرعه في الأداء وتنوع ولا محدودية الاستخدامات. وظهرت العديد من البدائل والحلول التكنولوجية المبتكرة التي اختصرت الزمان والمكان في إنجاز المهام، وكان من أهمها تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى AI.

وقد فرضت تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى كثيرًا من التحديات أمام مصمم النشر الإلكترونى، فكان لازما عليه سرعة الإستعداد لمواجهة هذا الخطر وتحويله إلى أداة مساعدة في تنفيذ أفكاره الإبداعية؛ ومن ثم إنتاج وتصميم وسائط أكثر فاعلية وإبتكارا من خلال الدراسة والاستيعاب وإعداد البدائل؛ بحيث يوظف برامج الذکاء الإصطناعى لتحسين کفاءة التصميم وتقليل النفقات اعتمادا على المبدأ الرئيسي لهذه التكنولوجيا؛ وهو محاكاة طريقة استيعاب وتفاعل الإنسان مع الموضوعات من خلال الخوارزميات الذكية ثم تخطيها لتحقيق الإبتكار وتحسين الأداء.

ونتيجة عدم الإلمام الكافى لمصممى النشر بإمكانيات وأدوات تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى المتعددة وكيفية توظيفها بشكل علمى لإنتاج الوسائط المختلفة بناء على متطلباتها الوظيفية؛ جاءت مشكلة البحث والتى تكمن فى أنه بالرغم من الإمكانيات الهائلة لتكنولوجيا الذكاء الإصطناعى والتى يمكن إستغلالها في تحسين أداء عمليات التصميم الجرافيكى لوسائط النشر المختلفة إلا أنه لا يزال التعامل مع هذه التكنولوجيا بدون منهجية علمية محددة تعمل على إنتاج الوسائط المختلفة بناء على متطلباتها الوظيفية وبالتالى الحصول على نتائج أكثر فاعلية.

وعلى ذلك فقد هدف البحث إلى تحديد المتطلبات الوظيفية لتصميم وسائط النشر الإلكترونى المختلفة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى ، ثم وضع منهجية علمية محددة يستعين بها المصممين عند استخدامهم لتكنولوجيا الذكاء الإصطناعى من خلال تحديد الخطوات الواجب إتباعها عند بناء تلك التصميمات.