دعت التطورات التكنولوجية الحديثة وتحول العالم إلى الرقمنة إلى تفعيل مبدأ الانفتاح للتعرف على الهويات المختلفة في العالم، خاصة بعد رواج وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت الاطلاع على حضارات الشرق. وبرغم تلك التغيرات؛ إلا أن أناقة المرأة العربية في اختيار ملابسها وانتقاءها الأنسب لواقعها العربي لم يكن غائبا عنها، فقد تميزت المرأة البدوية بخاصة إلى الامتثال لعنصر البساطة المتحقق في واقع المجتمع البدوي.

لذا كانت أهمية دراسة التراث السيوي، والإشارة إلى اسهامات المرأة البدوية للحفاظ على القيم التقليدية للأزياء، والوقوف على العادات المتوارثة في تصميم الأزياء التقليدية لبدو سيوة يستدعي إلى الذاكرة الهوية الثقافية للقبائل الأمازيغية، والذي تشكّل على نطاق واسع ممتد على ساحل الشمال الأفريقي. كما تزخر واحة سيوة بآثار تاريخية عريقة تعود إلى العصور المصرية القديمة، واشتهرت بكونها موطن لكاهن إله الشمس آمون، وقد تأثرت ببعض الزخارف المستخدمة في تطريز الأزياء التقليدية بتلك الحقبة، مما خلق طبقات من العمق التراثي متعدد التأويل للموروث الشعبي للواحة.

كما اعتنت الدراسة بتقديم مجموعة من المقترحات التصميمية الملائمة للبيئة المحلية، وتحقيق مبدأ الاستدامة الذي يهدف إلى خلق بيئة صناعية صديقة للبيئة، ويعزز رفاهية الأفراد والمجتمعات، من خلال التعمق بدراسة التفاصيل الخاصة بمفردات الأزياء النسائية في المجتمع البدوي، وتحقيق فكرة التصميم المستدام الذي يعد نهجًا محوريًا في مختلف الصناعات الملبسية الحديثة، للدفع بعجلة التنمية، وابتكار خطوط عصرية للأزياء تمتاز بالحداثة، والأصالة، والمعاصرة. وهو ما يحقق مقاصد التصميم المستدام الذي يتطلب الاستخدام الأمثل للموارد المتجددة للبيئة. وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي والمقارن، وأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى حلول مبتكرة وعملية تحقق البعد الجمالي والوظيفي في التصميمات المقترحة وفقًا لمتطلبات الموضة وعالم الأزياء.