تُعد أسس هندسيات تشكيل العمارة الداخلية الإسلامية للمسكن أحد أهم المحددات الوظيفية البيئية التي هي مجالاً للدراسة في العديد من الأبحاث العلمية؛ فمن خلالها نستطيع معالجة العديد من المشكلات لمعايشة وراحة الإنسان داخل مسكنه، فهندسيات التشكيل تمكن المصمم من الأدوات التصميمية التي تحقق الهدف الوظيفي البيئي للفراغ عن طريق محددات تصميمية تحقق التوازن السيكولوجي والفسيولوجي للإنسان في محيط بيئته معتمدة علي كافة العناصر الطبيعية المحيطة في تشكيل المبني دون استخدام أي مؤثرات صناعية، ومنها تم صياغة كافة عناصر التصميم الداخلي من تشكيل فناء المسكن وفراغاته فهو منفتح للداخل ويتم توجيهه مع تناسب طوله وعرضه (مربع أو مستطيل) مع ارتفاعه بنسب محدده تصميمياً لخدمة الوظيفة المرجوة، ويظهر بروز بعض النوافذ كذلك المطلة علي الفناء أو الشارع أو الحديقة الخلفية بما يخدم الوظيفة والهدف من التصميم، وقد تأثرت المفردات المعمارية للمنشآت السكنية كذلك بالتشكيل الهندسي فنجد المشربيات، الشخشيخة، الملقف والعقود والتي تتناسب مع نسب تشكيل الفراغ، ومن هنا يتجلى بكل مرحلة أثر هندسيات التشكيل، فإن التشكيل الهندسي عبر عن المستوي الإبداعي للمصمم في ضوء محددات تصميمية وظيفية بيئية لا تتغير؛ فإن تحليل أسلوب التشكيل للمسكن بالعصر الإسلامي ومفرداته يُمكن المصمم من فهم وإدراك آلية التعامل مع الأدوات التشكيلية الهندسية التي من خلالها يستطيع تطويع الفراغ للاستجابة للمحددات الوظيفية البيئية