الحديث عن النحت العربى والأفريقى المعاصر لهو من الأمور الجديرة بالدراسة التى نحتاج إليها , خاصة فيما يتعلق بتأثير الصراعات المحيطة على تشكيل الأعمال النحتية فى ظل كل تلك التحولات المحيطة التى تعرضت إليها الشعوب والمجتمعات , و عندما نحاول رصد الحركة الفنية لدى المجتمعات العربية والأفريقية فى الاَونة الأخيرة نجد أن الفنانين قد طرحوا مفاهيم معاصرة في الرؤية التشكيلية ملفته للإنتباة وجاذبة للأنظار تبعاً لقضايا بلادهم المختلفة وهموم أوطانهم , فخرجت الأعمال لتتعايش مع ثقافات المجتمعات , حيث يشهد العالم العديد من الضغوط والأزمات مما كان له أكبر الأثر على تشكيل الرؤية الفنية للفنانين العرب والأفارقة والتى تجلت فى أعمالهم النحتية .

فمن خلال منحوتاتهم شاركوا شعوبهم فى ترجمة التاريخ وما تضمنه من أحداث ساخنة , ذلك لأنهم لم يطفوا على سطوح أعمالهم لطرح أشكال جديدة فقط بل تغلغلوا في دواخلها لعرض قضاياهم بشكل مؤثر وفعال , حيث تعد الموضوعات الإنسانية المعبرة عن هموم الإنسان ومعاناته فى المجتمعات العربية والأفريقية بمثابة بانوراما لرصد الأحداث عبر التاريخ , لذا إستشهدت الباحثة ببعض النماذج الناجحة من خلال عرض لرؤية هؤلاء الفنانين التى أصبحت خليط من إبداعاتهم وقضاياهم الإنسانية , مما أحدث طفرة فى النحت العربى والأفريقى المعاصر وجعل النحت أداة هامة للتعبير عن ماهية كل شعب وقضاياه, " فالفن ظاهرة إنسانية تعكس ثقافة الفنان و المجتمع , وتعد أداة إتصال مرتبطه بروح الثقافة العامة لعصره و جزء من التعبير الثقافى لذلك العصر "( ) .